التعلم السريع أو ما يُعرف بـ Accelerated Learning هو وسيلة تعلّم عصرية حديثة تعتمد على مبدأ بسيط جدًا وهو تحصيل أكبر قدر من “الفائدة العلمية والعملية” خلال أقل وقت وجهد ممكن. يعتقد الكثير أن التعليم السريع أسلوب تعليم محدد وهو في الواقع ليس كذلك، فهو حصيلة تضافر كافّة الأساليب والاستراتيجيات التعليمية المفيدة المكتشفة حتى وقتنا الراهن.
مبادئ و أسس التعلم السريع
يقوم التعلم السريع على عدة مبادئ تعتمد على أحدث النظريات في الدماغ وتعتمد على المتعلم ذاته، وهذه المبادئ هي:
1. التعليم والتعلّم دون إصدار أحكام مسبقة
عندما يريد الطفل أن يخوض في أي شيء جديد لن تجد لديه حكماً مسبقاً.
2. لابدّ من أن ينسجم التعلّم والطريقةَ التي يعمل بها الدماغ كُله
لا يبدأ الطفل بتعلّم الأحرف الأبجدية أولاً، ومن ثم الكلمات، ومن ثم الجمل، بل يقوم بالعكس.
3. لا يتعلّم المُتعلّم إلا ما يريد أن يتعلّمه
عندما يجد الطفل نفسه مُحاطاً ببحرٍ من المعلومات، فيختار منه الجرعات التي تثير اهتمامه في ذلك الحين، فيتعلّم لغته بشكل انسيابي سلس سريع لا يشعر به أحد.
4. التعلّم هو تجربة وخبرة اجتماعية
يتعلّم الطفل أكثر عندما ينغمس في اللعب مع مجموعة من أقرانه أكثر مما يتعلّمه بشكل فردي.
5. ينمو التعلّم بقوة إذا أتت المادة التعليمية في سياقها
كيف نستطيع تعليم الطفل السباحة دون أن يسبح؟ وكيف نعلّمه الرسم دون أن يرسم؟
6. إشغال المُتعلّم كُلّه يُحسّن التعلّم بشكل كبير
عندما يثير الطفل شيئاً ما ويُجذَب إليه، تجده يبذل جهده كي يتفاعل وإيّاه، وقد ينفجر بكاءً ليصل إليه.
7. تقوم المشاعر الإيجابية بممارسة دور كبير في تحسين التعلّم
هل يتعلّم الطفل بالعصا، وبالجدية الصارمة القاسية؟ أو باللعب والحركة؟
مبادئ التعلم السريع
ليس هناك خارطة محددة لتبني استراتيجية تعلم سريع واضحة إلا أن هناك مبادئ أساسية تشترك فيها جميع الأساليب وطرق التعلم السريع بشتّى المجالات، يمكننا تلخيص هذه المبادئ في البنود الأربع التالية:
- مبدأ الاستقرار
- مبدأ الفعاليّة الذاتية والعملية
- مبدأ التنوّع
مهارات التعلم السريع
- مهارة التعلم الذاتي
- مهارة الانضباط والالتزام
- مهارة التركيز
مراحل التعلم السريع
كما أسلفنا الذكر فإن التعلم السريع هو أسلوب عمل منظّم؛ بالتالي أنت بحاجة إلى خريطة تسير وفقها لكي تتمكن من الوصول إلى هدفك النهائي وهو استثمار التعلم السريع في إتقان مجال أو تخصص معين بسرعة وفعالية. في الواقع تمر عملية التعلم السريع لأي مجال بأربع مراحل رئيسية، هذه المراحل هي:
- مرحلة التحضير
- مرحلة البحث والعصف الذهني
- مرحلة التعلم
- مرحلة المراجعة
ولمعرفة الفارق الكبير في نتائج التعلم السريع هذه عن نتائج التعلم التقليدي، فقد أشارت مؤسسة بيرلتز، أكبر مؤسسة لتعليم اللغات في العالم، أن متوسط تعلم الفرد العادي بالطريقة التقليدية هي 200 كلمة كل 30 ساعة؛ أي بمعدل 7 كلمات في الساعة، وهذا يعني أن الطلاب الذي خضعوا للتعلم السريع كانت فعالية التعلم لديهم ما يقارب 9 أضعاف التعلم التقليدي.
مما سبق نلاحظ أن استراتيجيات التعلم السريع ستشكل مستقبل التعليم العصري، لذا إن أردت استثمارًا جيدًا لوقتك وجهدك على المدى القريب والبعيد فعليك أن تبدأ في تبنّي أسس ومبادئ التعلم السريع، سواءً كنت فردًا ترغب في تنمية مهاراتك أو إمكانيّاتك في مجالٍ معين، أم كنت رائد أعمال تطمح أن تعد طاقمًا محترفًا من الموظفين عبر تدريبهم وتعليمهم كفاءات جديدة.
التنبيهات/التعقيبات