كما لن يبلغ الساعي مراده دون تحديد وجهته ورسم مساره بدقة فإن العملية التعليمية تظل حائرة ومشتتة دون وضع أهداف تعليمية واضحة ، في عالم التعليم تُعد أهداف التعلّم بمثابة البوصلة التي توجه دفة التعلّم نحو بر الأمان، فلا يمكن اختيار أساليب التعلّم المناسبة ولا حتى تقييم ما إذا كنت قد أديت مهمتك التعليمية على أكمل وجه إلا بعد أن ترسم معالم أهداف التعلم بوضوح.
تعريف أصل ” هدف التعلّم “
هدف التعلم هو عبارة محددة وقابلة للقياس تصف المعلومات والمهارات أو الكفاءات التي يسعى الفرد لاكتسابها بعد إتمام عملية تعلم معينة. يشمل هذا التعريف مختلف مجالات التعلم، سواء كانت أكاديمية، مهنية، شخصية، أو حتى هوايات واهتمامات خاصة.
تعد أهداف التعلم خارطة الطريق التي توجه العملية التعليمية، حيث تساهم في تحديد الأنشطة والوسائل المناسبة لتحقيقها، وتساعد في قياس مدى التقدم والنجاح في الوصول إلى الأهداف المرجوة.
عناصر أهداف التعلم الرئيسية
أهداف التعلّم الفعالة تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية ( السلوك – الشرط – والمعيار )
السلوك
يصف السلوك النشاط الذي يجب أن يؤديه المُتعلم. يمكن أن يكون هذا النشاط بسيطًا مثل مطابقة كلمة مع تعريفها أو أكثر تعقيدًا مثل تصميم نموذج. يجب أن يكون النشاط قابلاً للملاحظة والقياس، لذا يجب تجنب الأفعال غير الملموسة مثل “فهم” أو “معرفة”. من المهم استخدام فعل واحد فقط لتحديد السلوك لتجنب الارتباك.
الشرط
الشرط هو الإطار أو السياق الذي سيتم فيه أداء السلوك. يتضمن ذلك الإرشادات المحددة التي يجب على المُتعلم اتباعها أو الأدوات التي يجب استخدامها. يمكن أن يشمل الشرط معلومات مثل صيغة معينة، أدوات، أو مراجع يحتاجها المُتعلم لإكمال النشاط.
المعيار
المعيار هو مستوى الأداء المطلوب لإتقان الهدف. يحدد المعيار مدى دقة أو كمية الأداء المطلوبة لتحقيق الهدف. يمكن أن يكون ذلك من خلال تحديد درجة الدقة، عدد الإجابات الصحيحة، أو الوقت المحدد لإكمال السلوك. لا يجب أن يرتبط المعيار بعلامات المتعلمين بل يجب أن يركز على الأداء الفعلي المطلوب.
مثال توضيحي عن عناصر أهداف التعلٌّم
إذا كان الهدف التعلمي هو (تمكين المُتعلم من حل مسائل الرياضيات باستخدام المعادلات الخطية )
- السلوك هو – حل مسائل الرياضيات.
- الشرط هو – باستخدام المعادلات الخطية.
- المعيار هو – بشكل صحيح في 90% من المسائل المقدمة خلال 30 دقيقة.
بهذه الطريقة تصبح الأهداف التعليمية واضحة، محددة، وقابلة للقياس، مما يسهل تقييم مدى تحقيقها.
خطوات كتابة أهداف وخطة للتعلُّم
خطوات وضع أهداف وخطة للتعلم |
الوصف |
تحديد الغرض الرئيسي |
- ابدأ بتحديد ما تريد تحقيقه من عملية التعلم
- ما هي النتيجة النهائية التي تسعى إليها؟
|
تحليل الاحتياجات |
- قم بتحليل ما يحتاجه المُتعلمون أو ما تحتاجه أنت لتحديد النقاط الأساسية التي يجب التركيز عليها.
|
تحديد الأهداف |
- اكتب أهداف التعلم بشكل واضح ومحدد.
- يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، وذات صلة بالموضوع.
|
تصميم الأنشطة التعليمية |
- خطط للأنشطة والمواد التعليمية التي ستساعد في تحقيق الأهداف.
- تأكد من أن الأنشطة متنوعة وملائمة لمستوى المتعلمين.
|
تحديد الموارد |
- حدد الموارد اللازمة لتحقيق الأهداف مثل الكتب، الأدوات، التكنولوجيا، والدعم البشري.
|
وضع جدول زمني |
- قم بإعداد جدول زمني يحدد متى وأين ستتم الأنشطة التعليمية.
- تأكد من أن الجدول مرن وقابل للتعديل.
|
تقييم التقدم |
- حدد طرقًا لتقييم مدى تقدمك أو تقدم المتعلمين نحو تحقيق الأهداف.
- يمكن أن تشمل هذه التقييمات اختبارات، مشاريع، أو عروض تقديمية.
|
مراجعة الخطة وتعديلها |
- قم بمراجعة الخطة بانتظام وقم بإجراء التعديلات اللازمة بناءً على التقييمات والملاحظات.
|
نصائح كتابة أهداف وخطة تعلم فعّالة
نصائح وضع أهداف وخطة تعلم فعالة |
الوصف |
الوضوح والدقة |
- اجعل أهدافك واضحة ودقيقة. استخدم لغة بسيطة ومباشرة لتجنب أي لبس.
|
التركيز على المتعلم |
- صمم الأهداف والأنشطة مع التركيز على احتياجات وقدرات المتعلمين.
|
التنوع في الأنشطة |
- استخدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية لتلبية أنماط التعلم المختلفة وزيادة التفاعل.
|
القابلية للقياس |
- اجعل الأهداف قابلة للقياس بحيث يمكنك تقييم مدى تحقيقها بوضوح.
|
المرونة |
- كن مرنًا واستعد لتعديل الخطة بناءً على التقييمات والملاحظات.
|
التحفيز |
- استخدم أهداف تحفيزية تشجع المتعلمين على الاستمرار وتحقيق أفضل ما لديهم.
|
التواصل المستمر |
- تواصل بانتظام مع المتعلمين للحصول على ملاحظاتهم وتقديم الدعم اللازم.
|
المتابعة والتقييم |
- استمر في متابعة التقدم وتقييم النتائج بانتظام للتأكد من أنك على الطريق الصحيح.
|
من نظريات أهداف التعلّم ، مشاركة أهداف التعلّم مع المتعلّمين
تسجل السبورة أهداف التعلم كواحدة من متطلبات المدرسين، ولكن قد لا تتحول إلى أداة فعالة للتعلم إذا لم تُفهم وتُناقش بشكل صحيح. فإذا عبر المتعلمون عن محتوى وأهداف التعلم بوضوح مسبقًا، فإنهم يصبحون أكثر تركيزًا على تلك النقاط المحددة، مما يعزز فرص التعلم بشكل أكبر. الاستفادة الحقيقية تكمن في التأكد من فهم الطلاب لهذه الأهداف قبل بدء الدرس، حيث يتم تشجيعهم على التفكير في كيفية استخدام المعلومات في سياقات الحياة الواقعية وتقييم تحقيق فهمهم للموضوعات المطروحة.
إنَّ أهم خطوة في مشاركة أهداف التعلُّم هي ضمان فهم المُتعلِّمين لها. ولتحقيق ذلك، يمكن مناقشة هذه الأهداف معهم قبل بدء الدرس من خلال طرح أسئلة مثل
- ما هو المفترض أن نكتسبه اليوم؟
- كيف يرتبط ما نتعلمه اليوم بالمعرفة التي اكتسبناها سابقاً؟
- ما أهمية التعلم هذا الموضوع؟
- كيف يمكننا تطبيق ما نتعلمه في حياتنا اليومية؟
- كيف تخطط للتأكد من فهمك للمعلومات التي تم دراستها؟
تتيح هذه الأسئلة للمتعلمين فرصة لاستيعاب أهداف التعلُّم بعمق، مما يساعدهم على معالجة المعلومات بشكل أفضل. تظهر الدراسات أنَّ أداء المتعلمين الذين يفهمون أهداف التعلُّم يكون أفضل بنسبة 20% مقارنة بأولئك الذين لا يعرفون هذه الأهداف أو لا يفهمونها. عندما يكون المتعلمون على دراية بالوجهة التي يقصدونها، يصبح طريق التعلم أكثر وضوحًا وفعالية.
في الختام
باستخدام الأهداف التعليمية كأداة لتوجيه المتعلمين نحو التعلم الفعّال، نكتشف أنها ليست مجرد تفاصيل تُدوّن على الورق. بل هي ركيزة أساسية لبناء تجربة تعليمية مثمرة وملهمة. من خلال تحديد أهداف واضحة ومحددة، يمكننا تعزيز التركيز وتعميق الفهم، مما يسهم في تحفيز المتعلمين لتحقيق أقصى إمكانياتهم. لذا، يجب علينا دعم المتعلمين في فهم الغايات التي نسعى لتحقيقها، وتمكينهم من مشاركة في عملية تحديد أهدافهم الشخصية لتحقيق النجاح والتفوق.
التنبيهات/التعقيبات